يمثل الطعام جزءاً مهماً في ثقافة العديد من البلدان. حيث يقطع بعض الناس ملايين الأميال لتذوق الأطباق التقليدية المشهورة في بلد ما، في رحلة تعرف بسياحة الطعام. فهناك من يسافر إلى إيطاليا لتذوق المعكرونة الإيطالية اللذيذة، وهناك من يهبط في بيروت من أجل التبولة والمناقيش بالزعتر. وهناك من يذهب لطعام المطبخ المصري، حيث يشتهر مطبخنا الأصيل بالعديد من الأطباق الفريدة، على رأسها الملوخية، التي لن تستطيع مقاومتها إذا قمت بزيارة القاهرة. وهي حساء مصنوع من أوراق الملوخية والمرق، ويُقدم عادة مع الأرز أو العيش البلدي والدجاج أو اللحم أو حتى السمك أحياناً.
والملوخية هي ليست مجرد حساءً لذيذاً يحبه الكثيرون، حيث تحمل أوراقها الخضراء بين طياتها روايات وأساطير ألفها المصري القديم حيناً وسطرها الفاطميون حيناً آخر.. ولم نعرف صحة أية منهم حتى الأن.
المصريون القدماء
كان لدى المصريين القدماء اعتقاداً بأن تلك الأوراق الخضراء سامة ولا تصلح للأكل، وأشاروا إليه ب”خيا”، أي سُم في لغتهم. وبعد غزو الهكسوس مصر، أجبروا المصريين على أكل “الخية” آمرين “مول-خيا” وتعني “كُل السم”، ومن هنا جاء اسم الملوخية.
عصر الفاطميين
تبدأ الأسطورة الثانية حول الملوخية عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، التي تزعم أن الخليفة هو من كان وراء اسم الطبق الذي نحبه اليوم. حيث تروي أن المعز كان يعاني من مغص شديد، وبعد أكل النبات بناء على نصيحة الحكماء، تعافى على الفور. وعلى غرار هذا الأمر أقر الخليفة
ومع وقوع مصر تحت حكم الخلافة الفاطمية، ولدت النظرية الأخرى المعروفة حول الملوخية. ويزعم أن المعز لدين الله، الخليفة الفاطمي، هو من كان وراء الاسم. وكان الخليفة يشعر بالمرض ويعاني من تقلصات في الأمعاء. وبعد تناول الملوخية بناء على نصيحة أطبائه، تعافى على الفور. واعتبر الخليفة الملوخية طبقًا مخصصًا فقط للبلاط الملكي، وأطلق عليها اسم “الملوخية”، أي “ملك للملك”.
الشيء الوحيد الذي تتميز به الملوخية هو الخطوة الأخيرة من الوصفة، عندما يلهث الطباخ أثناء صب صلصة الثوم المقلية في الحساء. يحتوي هذا الجزء من الوصفة على الكثير من القصص، لكن لم يتم تأكيد أي منها على الإطلاق.
الأول يروي قصة فتاة لا تحب الطبخ حقًا. وفي أحد الأيام شهقت من الصدمة عندما كانت الملوخية التي كانت تحضرها على وشك الغليان. قيل أن هذه كانت المرة الوحيدة التي قامت فيها بطهي شيء لذيذ جدًا، وهنا بدأت أسطورة “اللهاث”.
القصة الثانية هي قصة درامية للغاية. يروي حب الخليفة الحاكم بأمر الله للملوخية. وفي أحد الأيام، تأخر الطباخ الملكي في تقديم الطبق. فأمر الخليفة الجائع بإعدامه فورًا. عندما رأى الطباخ الجنود يدخلون المطبخ بسيوفهم، شهق من الخوف. تم تصنيفها على أنها أفضل ملوخية حصل عليها على الإطلاق، وقد فرض الخليفة على كل طباخ ملكي أن يلهث عند تحضير الملوخية.
كل ما تبقى هو مشاركة الوصفة الأكثر أصالة ولذيذة للطبق الأكثر شهرة في مصر، والتي ابتكرتها أبلة نيكولا، أحد أشهر مؤلفي الطهي في العالم العربي وناشر كتاب الطبخ الشهير أبلة نظيرة.
مكونات:
½ كيلو ملوخية طازجة
مرق (عظم أو دجاج أو لحم)
سمن (الكمية حسب الرغبة الشخصية)
1 بصلة
1 ملعقة كبيرة ثوم
بهارات (ملح، فلفل، كزبرة)
كيفية التحضير:
تُغسل أوراق الملوخية، وتُترك حتى تجف، ثم تُفرم.
أسقط الملوخية في المرق المغلي وحركها.
يفرم الثوم ثم يقلى في السمن، ويضاف إليه 2 ملعقة كبيرة من الكزبرة.
أضيفي صلصة الثوم المقلية إلى الملوخية وحركي واتركيها تغلي قليلاً، ثم تصبح جاهزة!
كسول جدا لطهي الطعام؟ إليك أفضل ثلاثة اختيارات للملوخية الأصيلة واللذيذة في المدينة: أبو السيد، قصر الكبابجي، وبالطبع كبدة البرنس!