هنا، لا وجود لشخصية تمثيلية، ولا لمشهد درامي، ولا حتى لسيناريو مكتوب. ما أمامنا سوى إطار واحد، وخيوط ضوء، وياسمينا العبد كما هي: بلا فلاتر، بلا حواجز، وبهوية لا تخطئها العين.
في هذا العمل التحريري الحصري، تدعونا علامة Calvin Klein إلى تجاوز عدسة الأداء والصورة العامة، إلى ما هو أبعد من الانطباعات التي يكونها الجمهور.
بعد أن جردت من كل تكلف، يميل هذا العمل إلى روح الحد الأدنى الشهيرة لدى العلامة، بخطوطها النقية، ولوحات ألوانها الهادئة، وجماليات الظل والصمت، موجهًا الضوء نحو الداخل، إلى جوهر الحضور نفسه.
هنا، الأمر لا يتعلق بسرد الحكايات، بل بفعل الوجود ذاته.
ياسمينا العبد، ذات التسعة عشر عامًا، استطاعت أن ترسخ مكانتها كواحدة من أكثر المواهب التمثيلية الواعدة في مصر، بفضل أدوار تتميز بالرهافة، والعمق الشعوري، والقوة الهادئة. لكن هالة ياسمينا لا تهتم بهوية الشخصيات التي تؤديها، بل تسعى إلى معرفة… من تكون ياسمينا حين لا يكون هناك ما تؤديه؟
“إنه شعور يكاد يربكني”، تعترف ياسمينا وهي تصف تجربة أن تلتقط صورتها لا في إطار شخصية، بل بصفتها الحقيقية. “لقد قضيت ما يقارب نصف حياتي في هذه الصناعة، وهذا أمر مذهل في حد ذاته. أن أكون على طبيعتي وأكشف ضعفي هو أمر أجد فيه تحديًا كبيرًا.”
لقد أمضت سنوات تتقن فن ارتداء أحذية الآخرين، منهم شخصيات مثل زينة، الأميرة صفية، شيماء، فاي، وكل شخصية منها تحمل طبقات من الهوية الثقافية والقناعة الداخلية. أما هنا، فهي تقف بلا درع، تاركةً لجاذبيتها الطبيعية أن تتصدر المشهد.
إنه عمل تحريري يجسد فلسفة التصميم العريقة لدى Calvin Klein وهي أن البساطة الخالصة تشكل مصدر للقوة. تقول ياسمينا: “لا أعتقد أنك بحاجة إلى أن تكون صاخبًا لكي يستمع إليك الأخرين. هناك قوة هادئة في أن تحضر بهدوء، ثم تغير طاقة المكان فقط بمجرد وجودك.”
هذه الثقة ليست زائفة، بل هي ثقة مكتسبة، عاشت بها، وحملتها بخفة. فهي تسمح للآخرين بأن يسيئوا تقديرها، ثم تفاجئهم برقي يفوق عمرها بكثير.
هناك نضج صامت في ملامح ياسمينا، نضج تشكل بفعل الأدوار التي جسدتها، لكنه لم يحصرها في إطارها. تقول: “لقد دربت نفسي على أن أتخلى عن الشخصيات التي أديتها، لكنني تعلمت منها الكثير. أديت شخصيات قوية وصامدة، وأنا أجد نفسي قريبة من تلك الصفات.”
بالنسبة لها، الصمود ليس موضوعًا أو فكرة، بل أسلوب حياة. “كي تتمكن من البقاء في صناعة مجنونة كهذه، عليك بالصلابة والقدرة على التحمل.”
ورغم كل هذا الصلب الكامن، ثمة في داخلها أيضًا ليونة ومرح وروح طفولية قلما تتجاوز حدود السجاد الأحمر أو المقابلات الرسمية المصقولة. تضحك ياسمينا قائلة: “في المنزل، أكون عادةً شخصًا أحمق، دائم المزاح مع إخوتي، حتى وإن كانوا على بعد آلاف الأميال.” بعدسة Calvin Klein، يظهر هذا التناقض جليًا: مزيج سلس من الجدية والمرح، والوقار والأناقة، امرأة شابة تجسد حضورها، لا مجرد تمثيله.
تقول ياسمينا أن السكون ينبع من إنشاء الحدود والتوازن في حياتها. “الحفاظ على سلامتك النفسية أثناء العمل في مجال الترفيه لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كان لديك نظام دعم قوي.”
أما عن مصدر قوتها الجذري، فالإجابة واضحة: “أمي بلا شك. لا توجد امرأة تضاهي قوتها وصلابتها. إنها الداعم الأول لي، وهي مديرة أعمالي، ومعالجتي، ومصممة إطلالاتي… وكل شيء بالنسبة لي.”
في عالم مهووس بالضوضاء وبإعادة اختراع الذات، تتعلم ياسمينا فن الحفاظ على النفس. تقول: “من المهم للغاية أن تعرف حدودك، ليس كفنان فقط، بل كإنسان.”
فإن الأصالة بالنسبة لها ليست شعارًا للتسويق، بل ممارسة يومية. “حين تمطر، فهي تنهمر بغزارة، لكن الأصالة تعني أن تكون قادرًا على الابتعاد عن أي أمر لا يتوافق مع مبادئك من دون شعور بالذنب.”
فما الذي يبقى حين لا يتبقى ما تؤديه؟
“شخص يتعلم ألا يأخذ نفسه بجدية زائدة”، تقول ياسمينا مبتسمة. “ما تراه هو ما تحصل عليه.” ولو استطاع حضورها أن يتحدث بلا كلمات؟ سوف يقول “كونوا ألطف”، تضيف ياسمينا. “ثقفوا أنفسكم بما يهم حقًا. نحن جميعًا مسؤولون عن أن نصبح أفضل نسخة من أنفسنا.” ثم تضيف بابتسامتها الساخرة المعتادة: “لكن بصراحة؟ ربما يقول حضوري أيضًا: أحتاج إلى قيلولة.”
في هذه اللحظة، الملتقطة في هدوء Calvin Klein المعماري، نراها لا كمجرد نجمة صاعدة، بل كقوة كاملة للوجود. بلا زخرفة، بلا تكلف. هي فقط. الآن فقط.
مجرد ياسمينا.
فريق العمل
الممثلة: ياسمينا العبد
المديرة الإبداعية: فريدة يحيى
التنسيق: Calvin Klein بالتعاون مع Nile Projects
المصور: محمود أحمد
التنسيق: علي الزيان
المكياج: ألين شريف
تصفيف الشعر: Bella Salon
الاستوديو: Photopia
المقاعد: Sometimes Studio وMobica
وكالة العلاقات العامة: Carrots Company بالتعاون مع مروة الصاوي






















