Search
Close this search box.
Ferragamo web banner

قصة الحُب والهَجر

النساء وأشهر أغاني سيد درويش

Photo Credit: Eduardo Ramón

يتألق إسم بطل نهضة الموسيقى العربية؛ المغني والملحن المصري سيد درويش كرائد في المجال الفني، تاركًا إرثًا واسعًا استلهمت منه أجيال عديدة من الموسيقيين والمطربين من بعده، واستطاع من خلال صوته ومؤلفاته الموسيقية أن يؤثر بعمق في عالم الموسيقى العربية.

الطفل الذي ولد ونشأ في كَنف عائلة متواضعة من الطبقة العاملة، التحق بطلب من والده بأحد الكتاتيب ليتلقى العلم ويحفظ القرآن، واستمر على ذلك لعدة سنوات إلى أن التحق بإحدى المدارس الحكومية، حيث بدأت موهبته الموسيقية بالظهور بفضل توجيهات أحد معلميه الذي أدرك الموهبة الكامنة بداخله.

ولعبت تقلبات القدر في حياته دورًا محوريًا في اكتشافه والاعتراف به على نطاقٍ واسع، فاضطراره لتَحمّل مسؤولية عائلته بعد وفاة والده الذي تركهم بدون أي مصدر دخل، كان سببًا لعمله في وظائف شتّى منها عمله كعامل بناء، فاستطاع أن يلفت نظر العديد من المتخصصين في مجال الموسيقى من خلال دندنة الموسيقى والأغاني، وكان منهم الأخوان سليم وأمين عطا الله اللذان أُعجبا بصوته حين سَمِعاه وهو يدندن أثناء عمله، وعرضا عليه حينها الانضمام لفرقتهما التي كانت تستعد للسفر إلى الشام، وهي الفرصة التي اغتنمها على الفور.

ولا شك أن رحلته الفنية كانت مليئة بالتحديات؛ إلّا أن موهبته الاستثنائية في إنشاء مقطوعات موسيقية وتألقه في الغناء والتأليف هي التي مَكّنته من التغلب على تلك العقبات وتأسيس إرث دائم في نهاية المطاف.

وعبر هذه الرحلة الطويلة ونظرًا لكافة الأماكن التي عمل بها وللوجوه الكثيرة التي قابلها أثناء حياته، التقى وتعرف على العديد من النساء؛ وقد أثّرت هذه اللقاءات مع الجنس الآخر بشكل كبير على مسيرته الفنية؛ فالنساء اللواتي مررن في حياته استطعن أن يُلهمنَه في كتابة وتلحين عشرات الأغاني التي بَقِي ذكرها إلى اليوم في تاريخ الأغاني الرومانسية تاركة بصمة لا تُمحى في قلوب الكثيرين، فكل مقطوعة ولحن من تلك الأغاني كان لها قصة وحكاية.

تزوج سيد درويش للمرة الأولى وهو في السادسة عشر من عمره، ومع تقدمه في العمر لم تَعُد هذه المرأة هي الوحيدة في حياته، فيقال أن فتاة تدعى (فردوس) قد التقى بها درويش أثناء عمله على مسارح الإسكندرية؛ وقلبه قد وقع في حب امرأة أخرى في ذات الوقت الذي أحَبّ فيه فردوس، وكان اسمها رضوان، وكلما اختلف مع إحداهما لجأ إلى الأخرى، والعكس صحيح. وفي وقت ما هجرته المرأتان في الوقت ذاته، وبقي وحيدًا، يتلوى من ألم الهجران.

تقول القصة أنه وفي إحدى الليالي، وقد أنهكته الكحول والمخدرات، غَمره الشوق إلى فردوس، وفي محاولة منه لطلب العفو منها ذهب إلى منزلها، لكنها رفضت استقباله بسبب ارتباطه بحبيبته الثانية، فأقسم لها أنها تحتل المكانة الأولى في قلبه، لكن فردوس طلبت دليلًا على ما يقول على شاكلة أغنية لم ينطق بها أحدًا من قبل. فغنّى على الفور: “يا ناس أنا مت في حبي وجم ملايكة يحاسبوني”، واختتم الأغنية بالبيت الأخير الذي كان شفيعًا له، قائلًا: “قالوا لي روح جنة رضوان، اخترت أنا جنة فردوس.”

لحن آخر تم إهداءه لامرأة تدعى جليلة، التي أحبها ثم تزوجها، أصبحت مصدر إلهامه في التأليف والغناء. ومع ذلك؛ عندما هجرته وبدأت تتردد على صائغ في الإسكندرية، شعر سيد درويش بالغضب وفكر بالانتقام من خلال موسيقاه، فكان هذا بمثابة شكل فريد من أشكال الانتقام بأسلوب موسيقي غنائي. هذا الحب العظيم استطاع أن يُعبّر عنه بأروع أغانيه (أنا هويت وانتهيت)، و(ضيعت مستقبل حياتي في هواك).

كما التقى بحياة صبري (عائشة عبد العال) في إحدى الفرق الموسيقية، وقد غنت بعضًا من الأوبريتات الغنائية خاصته، ويشاع أنه تزوجها سرًا.

وتؤكد العديد من القصص والحكايات أن هذه العلاقات العاطفية وألم الهجر قادته في النهاية إلى عالم المخدرات خلال فترة ما من حياته، وعلى الرغم من التحديات التي واجهها خلال فترة إدمانه، إلّا أنه تمكن من الخروج من هذه الفترة بصحة جيدة.

وبينما كانت صراعات درويش مؤلمة ومحيّرة لمعجبيه في تلك الفترة، إلّا أن الأغاني التي ولدت من هذه التجارب في حياته القصيرة تحتل بلا شك مكانة خاصة في قلوب العشاق.

مشاركة المقالة

مقالات ذات صلة

اشترك في النشرة الإخبارية المجانية للحصول على دليلك لاتجاهات الموضة ونقاط الحوار الثقافية وأخبار المشاهير والنصائح الحصرية.