تبرز الفنانة التشكيلية ليلى الفاروق (ليلى هيلا) الحاصلة على درجة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة؛ كواحدة من أبرز الشخصيات المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر؛ حيث تحرص ليلى على التواصل المستمر مع جمهورها، مُشاركة معهم مقتطفات ورؤى حول عالمها الإبداعي.
ولأنها تدرك أن الرحلة نحو النجاح المهني وتحقيق الذات الشخصية غالبًا ما تتسم بالتحديات والعقبات؛ تشاركنا رؤى حول رحلتها الفنية متعددة الأوجه، الممتدة من الفنون التشكيلية إلى الإعلانات وصولًا إلى شغفها بالرقص المعاصر. تقول الفاروق لمجلة ELLE، وهي تتأمل خلفيتها الفنية: “كان عالم الفنون التشكيلية حاضرًا دائمًا في عائلتي، مما دفعني إلى متابعته أكاديميًا وفي النهاية أوصلني إلى افتتاح جاليري Place Des Arts لعرض الفن المعاصر.”
“على المرء مواصلة العمل لتحقيق أهدافه وعدم التخلي عن أحلامه أبدًا”
لا تتفق ليلى مع الفكرة السائدة بأن الفن مجرد هواية، لأن الفن برأيها كغيره من المجالات الأخرى؛ كل ما يتطلبه الأمر هو بذل الجهد ومواصلة العمل لجعله مهنة مربحة، ولا مشكلة إن كان الإنسان يمارس ما يحب ويملك شغفًا اتجاهه في ذات الوقت الذي يسعى فيه لجمع المال.
وتضيف مُعلقة على آراء الناس حول ما تقوم به، وخاصة أنها تجمع بين عدة مجالات فنية في آنٍ واحد، قائلة: “أنا أعتقد أن شغف المرء وعمله الجاد أهم من أي شيءٍ آخر، وعلى الرغم من أن هذه المجالات مختلفة قليلًا عن بعضها البعض، إلا أنها جميعها أشكال فنية في جوهرها، وأنا أحب الانخراط في كل منها وأحاول دائمًا أن أجد الوقت لممارستها.”
وتطرقت في حديثها عن بداية نشأة الجاليري، وأوضحت أن مسعاها الأول كان إنشاء مكان لتعليم الفنون للأجيال الصاعدة؛ ولكن حبها للتعامل مع الفن والفنانين طيلة الوقت هو ما أوحى لها بفكرة إنشاء المعرض، فتقول: “في البداية أنشئت مركزًا لتعليم الفنون، لكنني افتتحت لاحقًا معرضًا فنيًا للانغماس في الفن، ومن أجل إعطاء فرص لعرض أعمال الفنانين الشباب الموهوبين.”
الفن التشكيلي والمجتمع المصري
وأضافت أن إيمانها بأن تقدير الفن التشكيلي في المجتمع المصري موجود حقًا؛ إلّا أنه ليس منتشرًا بما يكفي، وعليه أن ينمو اكثر فأكثر، كان واحدًا من أهم الأمور التي شجعتها على افتتاح الجاليري، فتقول: “يرى كثير من الناس أن هذا النوع من الفنون باهظ الثمن، إلّا أن المشكلة ليست في السعر بل في قلة الوعي حول زيارة المعارض الفنية وتقدير الفن منذ الصغر”؛ لذلك أكدت أن واحدًا من أهداف الجاليري هو تعزيز تقدير الفن لدى الجمهور.
وفي محادثة صريحة حول تجاربها الشخصية واستراتيجياتها للتغلب على التحديات، شاركت الفاروق بعضًا من معتقداتها التي تسعى باستمرار إلى تنفيذها لتحقيق النجاح في حياتها المهنية والشخصية.
تحديد النجاح وفقًا لشروطك الخاصة
تؤكد ليلى على أهمية تعريف النجاح وفقًا لشروطنا الخاصة؛ بدلاً من الالتزام بمفاهيم النجاح المحددة مسبقًا في المجتمع، فعلينا أن نفهم ما يعنيه النجاح بالنسبة لكل فردٍ منا شخصيًا، فأخبرتنا: “موضوع النجاح موضوع نسبي، ولهذا أعتقد أنه لا توجد لحظة محددة ينجح فيها المرء، وحتى مصطلح (الشخص الناجح) لا أؤمن به لأنني إذا كنت ناجحة من وجهة نظري، ليس من الضروري أن أكون ناجحة من وجهة نظر شخصٍ آخر، النجاح بالنسبة لبعض الناس يعني الشعور بالسعادة، وبالنسبة لآخرين يعني القدرة على حب أنفسهم، وبالنسبة لغيرهم النجاح يعني القدرة على كسب المال، ولهذا السبب يجب على الإنسان أن يفهم ويعرف ما هو النجاح لنفسه، ويعرف ما يريد، ويفعل ما يجب عليه أن يفعله من أجل تحقيقه.”
التغلب على الخوف وتقبل التحديات الجديدة
تشجع الفاروق الآخرين على مواجهة مخاوفهم وامتلاك الشجاعة لخوض تحديات جديدة؛ فاختيار الأنشطة التي تخرجنا من منطقة الراحة الخاصة بنا يمكن أن يساعدنا على النمو على المستوى الشخصي والمهني من وجهة نظرها؛ فمن خلال تحدي أنفسنا يمكننا التغلب على القيود وإطلاق العنان لإمكانياتنا الكامنة، فتقول: “أنا أكره الخوف لأنني أعتقد أنه يجعل الإنسان غير قادر على الحياة. لن يعيش الإنسان إلا لفترة قصيرة، فإذا كان هناك ما يمنعه من الحياة ويوقف حياته، فهذا خطأ، لذلك أنا دائمًا أحاول التغلب على مخاوفي.”
الخبرة تأتي من التجربة
تؤمن ليلى بقوة اكتساب الخبرة من خلال التجربة وحدها، تقول لنا: “إن الانخراط في أنشطة متنوعة، خاصة التي نؤديها في الطبيعة، يمكن أن تثري حياتنا وتساهم في تطورنا الشخصي. كل تجربة، سواء كانت ناجحة أم لا، هي فرصة تعليمية قيمة.”
فتشاركنا هنا بعضًا من أنشطتها الترفيهية التي تحب ممارستها لأنها توفر لها السلام الداخلي والتوازن في حياتها، فتقول: “الخروج في الطبيعة وممارسة اليوغا تساعدني على فهم أفكاري ومشاعري، وتُعزز السلام الداخلي والتوازن في حياتي.”
في جوهرها، تعد رحلة ليلى الفاروق بمثابة شهادة على قوة التفاني والمرونة واكتشاف الذات لتحقيق النجاح المهني والشخصي، فمن خلال تجاربها ورؤاها، تلهم الآخرين لمتابعة شغفهم بلا هوادة، وتذكرنا بأن الطريق إلى الإنجاز مُعبّد بالمثابرة والالتزام الذي لا يتزعزع.