يلخص كتاب شهيرة محرز الجديد Costumes of Egypt: The Lost Legacies التراث المصري بشكل ساحر. وكان عمل الكاتبة كباحثة أكاديمية، وتاريخها الطويل في مجال جمع الأزياء، هو ما وصل بها إلى ما نحن بصدده الآن، وهو توثيق الأزياء المصرية والاعتزاز بها من خلال هذا الكتاب. شهيرة محرز هي خبيرة في الفن الإسلامي، ومصممة أزياء لديها سلسلة متاجر تبيع قطعًا فنية مستوحاة من التراث المصري في القاهرة.
الحكاية وراء الكتاب
ويلخص الكتاب عقودًا من البحث مقدماً توثيقًا غير مسبوق للتراث المصري من خلال الأزياء. وكتاب Costumes of Egypt: The Lost Legacies هو أول مجلد من أصل أربعة مجلدات تنوي الكاتبة نشرها. ويركز هذا المجلد على أزياء الفلاحين والنوبيين في وادي النيل وصعيد مصر، بالإضافة إلى البدو في الواحات وصحراء مصر بشكل عام.
وتقول محرز خلال حديثها لمجلة ELLE: “في الماضي، كنا نذهب للخياطين لحياكة ملابسنا، حيث كان هناك خياطين لفساتين الزفاف، ولملابس الحياة اليومية. و كنا نُفصِّل ملابسنا محاكاة للتصميمات التي نراها في المجلات الأجنبية مثل مجلة ELLE. فكُنا نشتري الأقمشة ونذهب إلى الخياط ونريه الصور التي قصصناها من المجلات حتى يُفصل نسخاً منها. ولكني لم أكن راضية عن هذا الأمر، فبدأت أبحث عن ملابس ينفرد بها تراثنا وثقافتنا، ملابس مصرية أصيلة. ومن هنا قررت أن أتمرد؛ فلماذا وأنا فتاة مصرية أرتدي موضة الفتاة الإنجليزية او الفرنسية؟ وهذه كانت البداية”.
تراث الأزياء
وتخطط محرز لاستكمال رحلتها بثلاثة مجلدات أخرى كل منها يصور أحد أوجه الأزياء المصرية الأصيلة. ويرشدنا كتاب “التراث المفقود” إلى حقيقة أن الأزياء المصرية على اختلافها من القرى إلى البدو والمدن، تأتي جميعا من أصل واحد، وفقا لما كشفته الدراسات الدقيقة. وتقول محرز “إن التراث واحداً على اختلاف المكان. فيمكننا أن نجد نفس الرموز في النوبة وسيوة وسيناء والدلتا. وهذا دليلا على أن وطننا وشعبنا يحترم ويقدر حضارته وثقافته بمختلف الأصول والديانات”.
وكثيرا ما تخوض الكاتبة في حوارات حول أهمية وجود تراث موحد، فهي تؤمن أن قوة الشعوب الحقيقية تكمن في وجود روابط عميقة وقوية بينهم وبين جذورهم. وتعبر محرز عن هذا بقولها “هدف هذا الكتاب هو إثبات وحدة تراثنا وثقافتنا على عكس المجتمعات الغربية المنقسمة حسب خلفياتهم الماضية”.
وبدأت محرز رحلتها مع الأزياء المصرية الأصيلة في عمر صغير حيث تقول: “بدأت في جمع الفساتين منذ السادسة عشر من عمري لأنني أردت أن أُظهر هويتي”. ومنذ ذلك الحين عكفت محرز على تكوين مجموعتها من الملابس المصرية الأصيلة والتي تعد الآن أكبر مجموعة على مستوى العالم. ويمكنك أن تجد بعضها في الأتيليه الخاص بها بمنطقة الدقي إلى جانب القطع المستوحاة من التراث التي صنعتها خصيصا للأتيليه.
مناصرة الأزياء المصرية
“من أولى الفساتين التي وجدتها وارتديتها، ثوباً بدوياً مطرزاً من شمال سيناء. وهذا ما جذب انتباهي إلى حقيقة أن لدينا أثواب فائقة الجمال في مصر. وعندما تمكنت أخيرا من زيارة سيناء بعد عام 1986، رأيت مجموعة من هذه الأثواب المطرزة الرائعة. وخلال هذه الزيارة، تعرفت على طائفة من الأمريكيين يطلق عليهم Mennonite Central Committee of North America كانوا يحاولون إنشاء مشروعات لزيادة دخل نساء البدو لكنهم واجهوا بعض المشكلات واضطروا لإغلاق المشروع، فاقترحوا علي أن أتولى هذا الأمر. وعن مشروع Al Arish Needlework Project، فهو مشروع غير هادف للربح، ولكنه مشروعاً تنموياً. وهو شيء كنت حديثة العهد به ولم أعمل به من قبل، لذا كنت مترددة بعض الشيء. لكن في نهاية الأمر، شعرت أننا نقوم بعمل في غاية الأهمية. وقد مكن المشروع نساء البدو من أن يكون لديهن دخلاً مستقلاً يعولهم وقت ارتفعت فيه معدلات البطالة ارتفاعا صادما”.
“يصنع البدو أثواب مطرزة رائعة الجمال، لكن كل ثوب منها يحتاج إلى عام كامل من العمل. وهذا ليس مستداما أو عمليا إذا كنا نحاول أن نفتح تدفقا ثابتا للدخل، لذا اقترح المسؤولون ب Mennonite Central Committee of North America صنع منتجات أصغر حجما يستغرق صنعها وقتا أقل، ليكون من الممكن بيعها بوتيرة أسرع وبكمية أكبر تسهم في زيادة دخل هؤلاء النساء”.
الجدير بالذكر أن كتاب شهيرة محرز Costumes of Egypt: The Lost Legacies الصادر عن المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، متاحاً الآن محليا في مكتبة ديوان و أونلاين أيضاً عن طريق موقع أمازون.